هل سيعود 000

لا أدري من أين ابدأ
و كل ما أملكه الآن أفكار مشوووشة , أشعر بالعبرة تخنقني , ترافقها الحيرة
صراع داخلي يفتت كل ظنوني
لا ادري إن كان هروبه مخطط له أو جاء فجأة , فرصة و استحان أوانها و كان القضاء !!
يا ترى أين هو الآن ؟
أيكون تائه لا يعرف طريق العودة ؟
أم أن الحياة هناك بعيدا عن أسوار منزلنا راقت له ؟
هل سيتمكن من العثور على طعام ؟ و كيف سينام و أين ؟ هل بمقدوره الدفاع عن نفسه أم لا ؟
هل أحب الحياة في الخارج ؟ و لكن كيف يعجبه سكن غير السكن الذي ألفه و تربى فيه ؟
كيف سيستطيع العيش بعيد عن حياته معنا ؟
لا أدري , حقا لا أدري !!

كم أنا مشتاقة لمعرفة خبر عنه
مشاعر الغضب و الخوف تفتك بي , ترافقها رغبة في الاطمئنان عليه
ليته يعود للحظات لأعرف أنه بخير . و ليذهب بعدها دون أن يودعنا .
أجل ليذهب خفية . لا كما فعل حين رحيله الذي شابه شك بالجحود و النكران .
ليتني كنت مطلعة على مكنون قلبه و فيما كان يفكر لأجزم يقينا بسلوكه
فالجهل أحيانا ببعض الأمور يأتي رحمة من الله .

لقد قرأت كثيرا أن الطيور لا تعرف الغدر . كما أنها تحمل في تجاويف قلبها الصغير أطنان من الوفاء .
لدرجها أني استلهم منها حين أتأملها الكثير في كتاباتي . و ما حدث منذ قليل يصعب علي تقبله لأني لا أملك له تفسير .
عصفورنا الجميل الذي تربى في بيتنا منذ كان جسده مغطى بالزغب فر هاربا و لا ندري إلى أين ؟

عصفورتي قلقة عليه صوتها للآن يرن في أذني و هي ما تزال تناديه و كأنها تستعطفه و تطالب بعودته
و لكن دون رد , أتراها تسمع مالم نسمع أو تعرف ما لم نعرف ؟ من يدري
الوضع بالنسبة لي مؤثر جدا و كأن بكاءها الحزين عليه يدعوني لمشاركتها لعلي أواسيها في محنتها .
فكلما نظرت لها لمحت الخوف من البقاء وحيدة يغرق عينيها الشاردتين بعيدا في أفق لا أستطيع إدراكه أو اللاحق به .

لا يمكنني القول أنه لا يستحق منا كل هذا , لأني لا أدري إن كان رحيله فرارا لأجل الرحيل !! أم كان لرغبة في استكشاف العالم الذي لا يعرفه !!
كم أنا خائفة عليها من أن يصيبها مكروووه حزنا على فراقه لا قدر الله .
فإن تعرضت لخطر أو أصابه ضرر جراء تصرفه الطائش الغير محسوب , لن أصفح عنه أبدأ . كما لن أسامحه رغم حبي له . رغم قلقي عليه . رغم دعائي بأن يعود سالما , و ليكسر بعودته كل مخاوفي في أن تختل موازين البراءة لديه .
فالكائن الوحيد الذي يخالف الفطرة من وجهة نظري هو الإنسان .
أما هو فلن أصدر حكم جازما عليه بالإدانة حتى أستطيع الإجابة على سؤالي :
هل سيعود عصفورنا الصغير أم لا ؟
و لكن إن لم يعد فلماذا جفائه ؟
أيقعل أن يكون قد أصابه مكروووه !؟
أيعقل أننا لن نراه مرة أخرى ؟
أيتها الأسئلة بالله عليك توقفي لا تستمطري مخاوفي
كفى ..! دعيني أنعم بشيء من السلام مع نفسي
فأنا رغم كل شيء أشعر أني مذنبة لسبب ما .. و لا أعرف ما هو !!

كل ما سأفعله الآن هو الدعاء بأن يعود قبل المساء كي لا يتوه عن طريق العودة فهو لا يرى في الظلام
سأبقى مع صدى حيرتي أردد بيني و بين نفسي
هل سيعود ؟


تلك الشخمطات كانت أول محاولة لكتابة قصة قصيرة من واقعة حقيقية حدثت الآن
و هي هرب عصفورنا الجميل من البيت لأنه لا يدخل القفص إلا لتناول الطعام و وقت النوم