شبكة منتديات صحبة الاصدقاء

شبكة منتديات صحبة الاصدقاء

شبكة منتديات صحبة الاصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات صحبة الاصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لئلا نُطرد من الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المزارع الصغير
Admin
المزارع الصغير


عدد المساهمات : 235
نقاط : 711
تاريخ التسجيل : 14/02/2011
الموقع : المملكة العربية السعودية

لئلا نُطرد من الجنة  Empty
مُساهمةموضوع: لئلا نُطرد من الجنة    لئلا نُطرد من الجنة  I_icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2011 5:09 pm


اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد و ارحمنا بهم يارحيم

محاظرة : الشيخ حبيب الكاظمي

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}.. إن من الآيات الملفتة في القرآن الكريم، هي الآيات المتعلقة بمسألة آدم (ع)، والنهي الإلهي عن الأكل من الشجرة، وما وقع لنبي الله آدم بعد ذلك.. فنحن نعتقد مبدئياً، وكما ثبت في الكتب، أن الأنبياء لا يعصون الله العصيان الذي يخرجهم من العدالة، لأن النبي إذا كان عاصياً فما فرقه عن باقي الناس؟!.. والذي يكون واقعا في مطابقة الهوى والغضب، لا يستحق أن يكون هادياً للخلق.

فإذن، إن ما ورد في القرآن الكريم بالنسبة إلى آدم، وإلى نوح، وإلى يونس، وإلى يوسف، وإلى غيرهم من الأنبياء (ع).. فإنه محمولٌ على تركِ ما هو الأفضل.. أي ليس هناك أمر إلزامي، وإنما هنالك مخالفة لما هو الأولى ولما هو الأفضل.. وعليه، فإن النبي وهو قائد الخلق، عندما يخالف ما هو الأفضل يحق لله عز وجل أن يعتابه على ذلك.. لأن (حسنات الأبرار سيئات المقربين).. فالإنسان البار قد يقوم بعمل، ولو قام بهذا العمل المقرب، لعُدّ عصيانا في حقه.

{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ}.. إن آدم وحواء قد خالفا هذا الأمر الإلهي، والأمر لم يكن على نحو التحريم، وإلا لم يقوما بذلك.. والقرآن الكريم يذكر حقيقة، وكأنها إثارة وجدانية.. فهذه جنة كبيرة فيها أنواع من النعيم، ولعل الرأي الأقوى أن هذه كانت جنة حقيقية، وليس المراد من ذلك أنها بستان جميل مثلاً.. فيقول: {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا}.. أي أن كل الجنة مباحة لكم، ولكن إياكم وشجرة واحدة!.. إن الشريعة أباحت لنا أشياء كثيرة في شتى الحقول، فلو جعلنا المحرمات في قائمة، والمحللات في قائمةٍ أخرى، فليس هناك نسبة بينهما.

وعليه، فكم من السوائل في هذا الوجود قد حللها الله تعالى، ومقابل ذلك ليس هناك إلا سائل واحد حرمه الله باسم الخمرة.. والحيوانات على وجه الأرض كثيرة جدا، لم يحرم منها إلا الميتة ولحم الخنزير.. وأسماك البحر بأصنافها أباحها الله، إلا ما لم يكن له فلس مثلاً؟..

فإذن، ليس من الإنصاف أن يترك الإنسان هذه المباحات المحللة، ويتوجه إلى بعض المحرمات.. ومن هنا آدم بكى كثيراً، وعاتب نفسه كثيراً، لأنه كان في جنةٍ واسعةٍ، فيها أنواع اللذائذ.. ولكن بوسوسةٍ من الشيطان، قاما بهذا العمل، وأكلا من هذه الشجرة.

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}.. إن بعض الأمور قد يكون ظاهرها ترك مكروه، وقد لا يكون بمستوى الحرام المغلظ، لا صغيرة ولا كبيرة.. ولكن ينبغي أن نعلم أن هناك آثارا وضعية.. فبعض البركات تُسلَبْ من الإنسان لتركه قيام الليل الذي واظب عليه.. إن إخراج آدم من الجنة من حق الله عز وجل، حتى لو لم يأكلا من هذه الشجرة.. ولكن هذا العمل البسيط، ولو لم يكن على مستوى التحريم، فقد سبب هذا الحرمان.. وكما هو معروف أن البكائين في الأرض خمسة، منهم آدم (ع) كان ينوح على فراقه لما كان فيه، ويُعتقد أن بكاء آدم كان لمخالفته لرضا الله عز وجل، ولو على هذا المستوى.

وعليه، فلنحذر الخروج من الجنات المعنوية.. فمثلا: إنسان يرجع من الحج، ويخرج من شهر رمضان، فهو في جنة كجنة آدم.. فيقوم ببعض المعاصي، فيخرج من جنة الأنس الإلهي، ويعيش كعامة الناس.. ومما يؤيد ذلك، ما قاله المعصوم (ع): (لا يزال على الحاجّ نور الحجّ، ما لم يذنب).. أي مثلك كمثل آدم، ولكن لا تقرب أشجار المنكر، فيذهب ذلك النور الذي اكتسبته في سفرك.

فإذن، إن المؤمن حريص على أن يكون مواظباً لرضا الله عز وجل.. وهنالك بعض من أولياء الله الصالحين، عندما ينام في الليل، ولا يستيقظ لصلاة الليل -لا عن عمد، وإنما لغلبة النوم عليه- وقد يكون معذوراً في ذلك.. فهو يحتمل أن سلب هذا التوفيق من الغضب الإلهي، فلذا تراه في النهار يعيش حالة الألم والأسى.. وهذا الاحتمال يقض مضجع المؤمن الذي له حركة إلى الله، وهذا الاحتمال يؤذيه أيما أذية!..

ولكن ماذا يعمل الإنسان-مثلاً- بعد أن وقع ما وقع بمخالفته أوامر الله -سواء كانت المعصية كبيرة، أو صغيرة، أو بارتكاب مخالفة الأولى كما في الأنبياء- فهل عليه أن يكون يائساً أو يتراجع إلى الخلف؟.. وهذه أمنية الشيطان، ألا وهي أن يعيش الإنسان حالة اليأس.

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.. إن الله عز وجل عندما رأى بكاء آدم، ونحيبه، وندامته.. سدده وأعطاه الكلمات التي يتوسل بها إليه تعالى.. ولكن ما هي هذه الكلمات؟.. هل هي من صيغ التوبة؟.. أو هل هي الاستشفاع بالنبي وآله الطاهرين(ع)؟.. فالمهم أنه تلقى من ربه كلمات.. وهذه قاعدة معروفة في عالم التوبة إلى الله {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ}.. أي أن هنالك إلتفاتة من الله للعبد، وحركة من العبد إلى الله، والعمدة هي الحركة الأولى، أي أن يقبل الله ترشيحك، لأن تكون من التائبين.. وعندئذٍ يدلك على طريق التوبة.

ثم يقول في ختام هذه الآيات: {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.. إن منشأ التوتر والقلق في حياة الإنسان المعاصر: إما الخوف من المستقبل، أو الحزن على الماضي.. فإذا كان الإنسان يعيش في كنف الله، مُسلِّماً أموره إلى الله.. فلا داعي للخوف أبداً من المستقبل، لأن المستقبل بيد الله عز وجل.. وكذلك الحزن على الماضي، لأن الله عز وجل يعوّض الماضي.. فالجاهليون بجرائمهم وجرائرهم، عندما جاء الإسلام جبَّ ما قبله، وغفر الله لهم ذنوبهم.

ما نستفيده من قصةِ آدم (ع) أنه علينا أن نعتقد أنَ كل مخالفة لأمر الله، ولو على مستوى ترك مستحب، أو على مستوى القيام بمكروه، فهي من موجبات سلب بعض التوفيقات.. وسلب بعض التوفيقات مقدمة لنزول بعض أنواع البلاء.. قال الصادق (ع): (إنّ الرجل يذنب الذنب، فيُحرم صلاة الليل).. وقال (ع): (إنّ المؤمن ليذنب، فيُحرم بذنبه الرزق).. ومن حُرم صلاة الليل قُطع رزقه، أو نقص رزقه.. فإذن، إن هنالك أمور متراكبة في هذا المجال.
نسألكم الدعاء
uoouhohui
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://uftdeudtfgug.own0.com
 
لئلا نُطرد من الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة منتديات صحبة الاصدقاء  :: قسمنى الاسلامي :: قسم اهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: