عظمة الخالق في النفس
قد ورد في وصف المتقين أنه قد: { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم }..
فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه ،
كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!..
فإن صغر ما سوى الحق عنده ، يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه ،
كما لا يأسى على فوات شئ منه ، كما لا يستهويه شئ من لذائذها ،
ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره ،
كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك ..
وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه ، فإنه يكبر كل شئ في عينه ،
فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية ، والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه ،
والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له ،
وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم ..
وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد ،
تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه ،
وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا .
وَ السَلآمُ عَليْكُم وَ الرحْمة