33،8 مليون ريال إيرادات مبيعات الذهب في المملكة خلال موسم الحج

على الرغم من ضعف النشاط نتيجة ارتفاع الأسعار
33،8 مليون ريال إيرادات مبيعات الذهب في المملكة خلال موسم الحج
اليوم - الدمام
سيدة تشتري احتياجاتها من المشغولات الذهبية خلال موسم الحج
أنعش موسم الحج الطلب على الحلي الذهبية في المملكة، لكن النشاط ما زال ضعيفا نتيجة ارتفاع أسعار المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية.
وأرجع أحد التجار هذا الانتعاش الى ما سماه بمواسم البيع المؤقت مؤكدا ان تجارة الذهب مماثلة لأي تجارة ثانية اذ تنشط في أوقات معينة من السنة وتنخفض في أوقات أخرى.
وقال متعاملون في سوق الذهب ان الانتعاش الحالي يجيء نتيجة عدة مواسم منها الزواج والحج وادخار الحجيج أموال لقضاء الفريضة بالاضافة الى سفر نسبة كبيرة من المقيمين في المملكة إلى بلدانهم حاملين بعض هدايا الذهب لأهلهم وأقربائهم وشراء الراغبين منهم في الزواج المصوغات الذهبية التي يحتاجونها من الأسواق لاتمام بعض الزيجات التي تتم عادة في مثل هذه العطلات، ويشكل أصحاب الدخول المحدودة النسبة الأكبر من المشترين.
وفي تعليق له من مكة المكرمة حيث يؤدي فريضة الحج، قال عضو مجلس النواب البحريني من كتلة الوفاق ان الاقتصاد السعودي يستفيد بشكل نوعي من موسم الحج من خلال نفقات ضيوف الرحمن وخصوصا الحجاج القادمين من الخارج.
مشيرا الى أنه وحسب أرقام تم الكشف عنها حديثا، يتوقع أن يصرف الحجاج فيما بينهم 3 مليارات دولار خلال حج هذا العام، وتنقسم هذه النفقات ما بين 2.1 مليار دولار من قبل حجاج الخارج فضلا عن 900 مليون دولار مصروفات حجاج الداخل.
وبين أن هذا الرقم يزيد بنحو 200 مليون دولار عن العام الماضي، لكن يتحول الرقم 3 مليارات دولار إلى إيرادات قدرها 9.3 مليار دولار بما يوازي 33،8 مليون ريال من خلال ما يعرف بمضاعف الدخل ومبيعات الذهب حيث يتحول الدولار الواحد المنفق إلى أكثر من 3 دولارات في نهاية المطاف داخل الاقتصاد السعودي عبر عملية تدوير الأموال حيث يشكل الرقم 9.3 مليار دولار نحو 3 بالمائة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي السعودي وهي نسبة جيدة تتحقق خلال فترة قياسية.
وقال حسين ان النفقات تشمل الإقامة والأكل وتقديم الأضاحي وشراء الهدايا والصرف على المواصلات والاتصالات وغيرها من الأمور المعيشية والرفاهية، مبينا أنه لا يمكن رصد كل مصروفات الحج والعمرة حيث يتحاشي بعض أصحاب المتاجر ذكر الأرقام الفعلية لغرض قطع الطريق على المنافسين المحتملين.
وأضاف حسين ان هناك إضافة جديدة للاقتصاد السعودي في موسم الحج وتحديدا قطار المشاعر حيث من المتوقع أن تبلغ قيمة إيراداته نحو 9 ملايين دولار. يتعلق هذا الرقم باستخدام 35 بالمائة من الطاقة الاستيعابية للقطارات ما يعني أن الرقم مرشح للزيادة في الموسم القادم.
وفي ذات السياق أكد مدير عام السوق السعودي في مجلس الذهب العالمي بشر دياب أن المرجع الأساسي لأسعار الذهب هو العرض والطلب العالمي، نافيا أن يكون للتاجر أي علاقة بتحديد أسعار الذهب أو حتى تحريفها، مرجعا تفاوت سعر الجرام بين محل وآخر لنفس القطعة الى ربح التاجر الذي يحدده في القطعة كحد أدنى او كحد اقصى، وهذا الفرق بسعر الجرام لنفس القطعة ضئيل جدا لأن الربح على المصنعية للذهب المشغول في المملكة صغير جدا أيضا، بينما سعر الذهب نفسه عالمي ويتقيد به الجميع.
كما بين دياب أن سعر الذهب يعتبر أقل السلع تذبذبا مقارنة بأسهم البورصة وسعر النفط حسب الدراسات الموثقة، وأرجع تفاوت أسعار الذهب الى مسألة العرض والطلب مؤكدا أن الذهب مشابه لأي سلعة أخرى يتأثر بمسألة العرض والطلب، موضحا أن أسعار الذهب عالميا في زيادة مطردة من سنة 2002, وليس فقط في هاتين السنتين، وأكد أن القيمة الحقيقية للذهب تعتبر مناسبة لو أخذنا تأثير معدل التضخم بعين الاعتبار منذ ثمانينات القرن الماضي على السعر آنذاك وحتى اليوم.
وقد أصبح العالم ينظر إلى الذهب ليس كزينة وخزينة فقط بل كبوليصة تأمين للثروة أو المدخرات، سواء على مستوى البنوك المركزية، أو مؤسسات الاستثمار وإدارة الثروات والمدخرات، أو على مستوى الأفراد، حيث ثبت بالتجربة وبالتحليل الاستثماري العلمي الأهمية القصوى لوجود الذهب بمعدلات معينة كأحد الأصول الهامة في أي حقيبة استثمارية صغيرة كانت أو كبيرة.
كما أشار الى أن المستهلك بالمملكة بحاجة الى التوعية تجاه أسعار الذهب مشيرا الى أنه في حال ارتفاع الذهب أو نزوله بشكل ملحوظ لن يؤثر على المستهلك بدرجة مباشرة حيث إن ارتفاع وانخفاض أسعار الذهب العالمية على الذهب المشغول تكون ضئيلة لأن المستهلك النهائي لا يشتري مئات الكيلوجرامات أو الأطنان بل بالجرام، وفرق السعر يكون واضحا عند شراء أو بيع مئات الكيلوغرامات أو الأطنان، كما أيد التزام التجار بقائمة أسعار الذهب بحيث تكون على مرأى المستهلك فقط ليتأكد المستهلك من صحة السعر العالمي للجرام.
وبخصوص التحديات التي يتعرض لها قطاع الذهب أوضح بشر دياب أن من أهمها على المستوى الاستثماري حفظ الثروة (وليس المشغولات والمجوهرات) حيث لا توجد وسيلة شراء سهلة وفي المتناول في المملكة، أما على مستوى المجوهرات فاعتبر تطوير منتجات جديدة من أهم التحديات التي تواجه قطاع المجوهرات اضافة الى الارتقاء بالمحلات من حيث العرض والديكور تحديدا في الاسواق مفصحا انه سيتم اطلاق مشروع نهاية نوفمبر الجاري لتطوير منتجات جديدة في المحلات وبطرق عرض حديثة أيضا للمنتج في المراكز التجارية الحديثة في المدن الرئيسية في المملكة.
وقال بائع الذهب في مكة علي الاسدي إن الحج هو الموسم الرئيسي وبعد ذلك سيكون النشاط ضعيفا.
وأضاف ان العملاء يشترون 80 غراما إلى 100 غرام في المتوسط مقارنة مع 200 غرام في مواسم سابقة قبل ارتفاع أسعار الذهب.
وبلغ سعر الذهب 1366 دولارا للأونصة ويقارن هذا الرقم مع مستوى حوالي 1100 دولار في نوفمبر من العام الماضي.
وأشار تجار إلى أن الطلب على الذهب يرتفع حوالي 10 بالمائة خلال موسم الحج، لكن الأسعار المرتفعة ستؤدي لإحجام عن الشراء باقي العام.
وقال عبد الله المالكي الذي يبيع الذهب أمام المسجد الحرام إنه «رغم ارتفاع أسعار الذهب كل عام اعتقدنا أن المبيعات ستنخفض، لكن هناك زيادة في المبيعات مع تزايد عدد الحجاج وهناك مشتريات جيدة والحمد لله».
وتقدر الفنادق عدد الحجاج بما يصل إلى 3 ملايين حاج هذا العام، وهو رقم كبير قياسا إلى العام الماضي عندما تسببت مخاوف انتشار انفلونزا الخنازير في انخفاض عدد الحجاج.
لكن المالكي وتجار آخرين أكدوا أن كثيرا من الناس يحجمون عن شراء كميات كبيرة.
وقال أحد تجار الذهب ويدعى عبد اللطيف إن الطلب ضعيف بعض الشيء هذا العام هناك قدر من النشاط الآن أثناء الحج.
وقالت احدي الحاجات وتدعى نجية «قررت شراء بعض الهدايا الصغيرة التي لا تتكلف كثيرا للاطفال خلال موسم الحج». وأضافت أثناء تفاوضها مع البائع على السعر «إن المرء يحتاج لشراء هدايا ذهبية أثناء الحج».
وتباين الطلب على الحلي الذهبية اجمالا في الشرق الاوسط خلال الربع الثاني من العام، إذ ارتفع 5 بالمائة خلال العام في السعودية، بينما تراجع 15 بالمائة في الامارات العربية المتحدة وذلك وفق تقرير لمجلس الذهب العالمي.
وأظهر تقرير المجلس أن الطلب على الذهب في السعودية يحركه الاستهلاك الداخلي القوي، بينما تراجع الطلب في الامارات نتيجة ارتفاع الأسعار خلال الربع الثاني